من كتاب طوق الحمامه فى الالفه والألأف لأبن حزم الانداسي[/size]
[size=25]-للحب
علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي . فأولها إدمان النظر والعين باب
النفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها ، والمعبرة لضمائرها ، والمعربة عن
بواطنها . فترى الناظر لا يطرف ، ينتقل بتنقل المحبوب ، وينزوي بإنزواءه ،
ويميل حيث مال .
ومنها
علامات متضادة وهي على قدر الدواعي ، والعوارض الباعثة والأسباب المحركة
والخواطر المهيجة . والأضداد أنداد ، والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها
ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت ، قدرة من الله عز وجل تضل فيها
الأوهام . فهذا الثلج إذا أُدمن حبسه في اليد فعل فعل النار ، ونجد الفرح
إذا أفرط قتل ، والغم إذا أفرط قتل ، والضحك إذا كثر واشتد ، أسال الدمع من
العينين . وهذا في العالم كثير ، فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة
وتأكدت بينهما شديداً ، كثر تهاجرهما بغير معنى ، وتضادهما في القول تعمداً
، وخروج بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور ، وتتبع كل منهما لفظة تقع
من صاحبه ، وتأولها على غير معناها ، كل هذا تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد
منهما في صاحبه .
والفرق
بين هذا وبين حقيقة الهجرة ، المضادة المتولدة عن الشحناء ومحارجة التشاجر
، سرعة الرضى ، فإنك بينما ترى المحبين قد بلغا الغاية من الاختلاف الذي
لا تقدره ، يصلح عند الساكن النفس ، السالم من الأحقاد في الزمن الطويل ،
ولا ينجز عند الحقود أبداً ، فلا تلبث أن تراهما ، قد عادا إلى أجمل الصحبة
، وأهدرت المعاتبة ، وسقط الخلاف ، وانصرفا في ذلك الحين بعينه إلى
المضاحكة والمداعبة ، هكذا في الوقت مراراً . وإذا رأيت هذا من اثنين فلا
يخالجك شك ، ولا يدخلنك ريبة البتة ، ولا تتمار في أن بينهما سراً من الحب
دفيناً ، واقطع فيه قطع من لا يصرفه عنه صارف .ودونكها تجربة صحيحة وخبرة
صادقة . هذا لا يكون إلا عن تكافٍ في المودة وائتلاف صحيح .
ومن
أعلامه أنك تجد المحب يستدعي سماع اسم من يحب ، ويستلذ الكلام في أخبارة
ويجعلها هجيراه ، ولا يرتاح لشيء ارتياحه لها ، ولا ينهنهه عن ذلك تخوف أن
يفطن السامع ويفهم الحاضر .
-
ومن وجوه العشق : الوصل ، وهوحظ رفيع ، ومرتبة سرية ، ودرجة عالية ، وسعد
طالع ، بل هو الحياة المجددة والعيش السني ، والسرور الدائم ، ورحمة من
الله عظيمة . ولولا أن الدنيا ممر ومحنة وكدر ، والجنة دار جزاء وأمان من
المكاره ، لقلنا إن وصل المحبوب هو الصفاء الذي لا كدر فيه ، والفرح الذي
لا شائبة ولا حزن معه ، وكمال الأماني ، ومنهى الأراجي .
ولقد
جربت اللذات على تصرفها ، وأدركت الحظوظ على اختلافها ، فما للدنو من
السلطان ، ولا المال المستفاد ، ولا الوجود بعد العدم ، ولا الأوبة بعد طول
الغيبة ، ولا الأمن بعد الخوف ، ولا التروح على المال ، من الموقع في
النفس ما للوصل ، ولا سيما بعد طول الامتناع ، وحلول الهجر ، حتى يتأجج
عليه الجوى ، ويتوقد لهيب الشوق ، وتتضرم نار الرجاء . وما إصناف النبات
بعد غِب القطر ، ولا إشراق الأزاهير بعد إقلاع السحاب الساريات في الزمان
السجسج ، ولا خرير المياة المتخللة لأفانين النوار ، ولا تأنق القصور البيض
، قد أحدقت بها الرياض الخضر ، بأحسن من وصل حبيب قد رُضيت أخلاقه ،
وحُمدت غرائزه ، وتقابلت في الحسن أوصافه ، وأنه لمعجز ألسنة البلغاء ،
ومقصر فيه بيان الفصحاء ، وعنده تطيش الألباب ، وتعزب الأفهام وفي ذلك أقول
:
وسائل لي عما لي من العمر : وقد رأى الشيب في الفوْدين والعذر
أجبته : ساعة لا شيء أحسبه : عمراً سواها بحكم العقل والنظر
فقال لي : كيف ذا بينه لي فلقد : أخبرتني أشنع الأنباء والخبر
فقلت : إن التي قلبي بها عَلِقٌ : قبلتها قبلة يوم على خطر
فما أعد ولو طالت سِنِي سوى : تلك السويعة بالتحقيق من عمري .
[size=25]-للحب
علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي . فأولها إدمان النظر والعين باب
النفس الشارع ، وهي المنقبة عن سرائرها ، والمعبرة لضمائرها ، والمعربة عن
بواطنها . فترى الناظر لا يطرف ، ينتقل بتنقل المحبوب ، وينزوي بإنزواءه ،
ويميل حيث مال .
ومنها
علامات متضادة وهي على قدر الدواعي ، والعوارض الباعثة والأسباب المحركة
والخواطر المهيجة . والأضداد أنداد ، والأشياء إذا أفرطت في غايات تضادها
ووقفت في انتهاء حدود اختلافها تشابهت ، قدرة من الله عز وجل تضل فيها
الأوهام . فهذا الثلج إذا أُدمن حبسه في اليد فعل فعل النار ، ونجد الفرح
إذا أفرط قتل ، والغم إذا أفرط قتل ، والضحك إذا كثر واشتد ، أسال الدمع من
العينين . وهذا في العالم كثير ، فنجد المحبين إذا تكافيا في المحبة
وتأكدت بينهما شديداً ، كثر تهاجرهما بغير معنى ، وتضادهما في القول تعمداً
، وخروج بعضهما على بعض في كل يسير من الأمور ، وتتبع كل منهما لفظة تقع
من صاحبه ، وتأولها على غير معناها ، كل هذا تجربة ليبدو ما يعتقده كل واحد
منهما في صاحبه .
والفرق
بين هذا وبين حقيقة الهجرة ، المضادة المتولدة عن الشحناء ومحارجة التشاجر
، سرعة الرضى ، فإنك بينما ترى المحبين قد بلغا الغاية من الاختلاف الذي
لا تقدره ، يصلح عند الساكن النفس ، السالم من الأحقاد في الزمن الطويل ،
ولا ينجز عند الحقود أبداً ، فلا تلبث أن تراهما ، قد عادا إلى أجمل الصحبة
، وأهدرت المعاتبة ، وسقط الخلاف ، وانصرفا في ذلك الحين بعينه إلى
المضاحكة والمداعبة ، هكذا في الوقت مراراً . وإذا رأيت هذا من اثنين فلا
يخالجك شك ، ولا يدخلنك ريبة البتة ، ولا تتمار في أن بينهما سراً من الحب
دفيناً ، واقطع فيه قطع من لا يصرفه عنه صارف .ودونكها تجربة صحيحة وخبرة
صادقة . هذا لا يكون إلا عن تكافٍ في المودة وائتلاف صحيح .
ومن
أعلامه أنك تجد المحب يستدعي سماع اسم من يحب ، ويستلذ الكلام في أخبارة
ويجعلها هجيراه ، ولا يرتاح لشيء ارتياحه لها ، ولا ينهنهه عن ذلك تخوف أن
يفطن السامع ويفهم الحاضر .
-
ومن وجوه العشق : الوصل ، وهوحظ رفيع ، ومرتبة سرية ، ودرجة عالية ، وسعد
طالع ، بل هو الحياة المجددة والعيش السني ، والسرور الدائم ، ورحمة من
الله عظيمة . ولولا أن الدنيا ممر ومحنة وكدر ، والجنة دار جزاء وأمان من
المكاره ، لقلنا إن وصل المحبوب هو الصفاء الذي لا كدر فيه ، والفرح الذي
لا شائبة ولا حزن معه ، وكمال الأماني ، ومنهى الأراجي .
ولقد
جربت اللذات على تصرفها ، وأدركت الحظوظ على اختلافها ، فما للدنو من
السلطان ، ولا المال المستفاد ، ولا الوجود بعد العدم ، ولا الأوبة بعد طول
الغيبة ، ولا الأمن بعد الخوف ، ولا التروح على المال ، من الموقع في
النفس ما للوصل ، ولا سيما بعد طول الامتناع ، وحلول الهجر ، حتى يتأجج
عليه الجوى ، ويتوقد لهيب الشوق ، وتتضرم نار الرجاء . وما إصناف النبات
بعد غِب القطر ، ولا إشراق الأزاهير بعد إقلاع السحاب الساريات في الزمان
السجسج ، ولا خرير المياة المتخللة لأفانين النوار ، ولا تأنق القصور البيض
، قد أحدقت بها الرياض الخضر ، بأحسن من وصل حبيب قد رُضيت أخلاقه ،
وحُمدت غرائزه ، وتقابلت في الحسن أوصافه ، وأنه لمعجز ألسنة البلغاء ،
ومقصر فيه بيان الفصحاء ، وعنده تطيش الألباب ، وتعزب الأفهام وفي ذلك أقول
:
وسائل لي عما لي من العمر : وقد رأى الشيب في الفوْدين والعذر
أجبته : ساعة لا شيء أحسبه : عمراً سواها بحكم العقل والنظر
فقال لي : كيف ذا بينه لي فلقد : أخبرتني أشنع الأنباء والخبر
فقلت : إن التي قلبي بها عَلِقٌ : قبلتها قبلة يوم على خطر
فما أعد ولو طالت سِنِي سوى : تلك السويعة بالتحقيق من عمري .
الإثنين فبراير 21, 2011 5:20 pm من طرف منتديات الكوثر
» عملاق مشاهدة كل القنوات الفضائية والمشفرة من الجهاز ProgDVB 6.60 آخر اصدار
الجمعة فبراير 18, 2011 8:52 am من طرف ابوحسين
» الثيــــم الأزرق الأسود الرائع والجذاب خاص بالويندوز 7 M.C Blue Black Theme
الخميس فبراير 17, 2011 7:47 pm من طرف YaS.NaD
» برنامج رائع لإصلاح الملفات المضغوطة التالفة Rar Repair Tool 4.0 آخر اصدار
الخميس فبراير 17, 2011 7:44 pm من طرف YaS.NaD
» العملاق في البحث عن تعاريف الجهاز الناقصة وتحميلها Driver Checker 2.7.4 آخر اصدار l
الخميس فبراير 17, 2011 7:38 pm من طرف YaS.NaD
» برنامج معرفة واستخراج كلمة السر للملفات المضغوطة RAR آخر اصدارUnrar Extract and Recov
الخميس فبراير 17, 2011 7:28 pm من طرف YaS.NaD
» 12-8 نسخه محموله لاتحتاج تثبيت من صنعي من برنامج تقطيع الام بي 3 Power Mp3 Recorder
الخميس فبراير 17, 2011 7:24 pm من طرف YaS.NaD
» احمي جهازك من الأوتوران 10000 % مع هذه الأداة الفتاكة
الخميس فبراير 17, 2011 7:20 pm من طرف YaS.NaD
» عملاق تحويل صيغ الفيديو الخفيف Joboshare AVI MPEG Converter 2.8.8.0131 آخر اصدار
الخميس فبراير 17, 2011 7:18 pm من طرف YaS.NaD